امراة من فضليات النساء في عصرها ،وهي ممن صرفن اوقاتهن في اقتناص العلم والفقه وانصرفن الى عبادة الله عزوجل ،انها توبة أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر بن عبد العزيز وزوج الخليفه الوليد بن عبد الملك وابنة عمه ، وكانت كثيرة الصلاة والصدقة ، فكانت تعتق في كل يوم جمعه رقبة ، وتحمل على فرس في سبيل الله عز وجل ، وكانت تدعو النساء الى بيتها ، وتكسوهن من الثياب الحسنة ، وتعطيهن الدنانير ،وتقول : ((الكسوة لكن ،والدنانير اقسمنها بين فقرائكن)) ، تريد بذلك تعليمهن وتعويدهن على البذل والجود ،وكانت تقول: 'البخيل كل البخيل من بخل على نفسه بالجنة'.
وكانت تقول: 'جعل لكل إنسان نهمة في شيء، وجعلت نهمتي في البذل والإعطاء، والله للعطية والصلة والمواصلة في الله؛ أحب إلي من الطعام الطيب على الجوع، والشراب البارد على الظمأ' ومن اقوالها (ماتحلى المتحلون بشيء احسن عليهم من عظيم مهابة الله عزوجل في صدورهم ومن شواهد عظم ايمانها ما رواه مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ
دَخَلَتْ عَزَّةُ صاحبة الشاعر كثير عَلَى أُمِّ الْبَنِينَ أُخْتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَتْ لَهَا : يَا عَزَّةُ ، مَا قَوْلُ كُثَيِّرٍ : قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ عَلِمْتُ غَرِيمَهُ وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُغَنًّى غَرِيمُهَا مَا كَانَ هَذَا الدَّيْنُ ؟ قَالَتْ : كُنْتُ وَعَدْتُهُ قُبْلَةً ، ثُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا ، فَقَالَتْ : أَنْجِزِيهَا لَهُ وَعَلَيَّ إِثْمُهَا " ثم راجعت ام البنين نفسها من وقتها فندمت واستغفرت الله، وأعتقت لكلمتها هذه أربعين رقبة، وكانت إذا تذكرت هذه الكلمة بكت حتى تبل خمارها، وتقول: 'يا ليتني خرس لساني عندما تكلمت بها' وتحولت أم البنين من تلك التي تستقبل الشعراء، وتسمع أخبار العشاق، إلى امرأة عابدة مجتهدة صالحة فاضلة، قال: فرفضت فراش المملكة، وقامت تحيي ليلها، .وكانت تبعث إلى نسوة عابدات يجتمعن عندها، ويتحدثن معها فتقول أم البنين : 'أحب حديثكن! فإذا قمت إلى صلاتي لهوت عنكن'.