هي من تلامذة تلامذة البخاري، وقد روت الصحيح عن أبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني وغيره. وبينها وبين البخاري أكثر من مائة عام، فقد توفي البخاري – رحمه الله – في منتصف القرن الثالث سنة 256هـ وولدت كريمة المروزية بعد منتصف القرن الرابع سنة 363هـ وتوفيت بعد منتصف القرن الخامس سنة 463هـ وتكنى بأم الكرام وقد كانت مجاورة بمكة ، واشتهرت برواية وتدريس صحيح البخاري كانت رحمها الله تعالى تتحيّن موسم الحج الذي كان ملتقىً للعلم والعلماء من أجل تلقِّي العلوم من أفواه العلماء الثِقاة؛ حتى بلغت درجة عالية من العلم والفَهم والنباهة وحدّة الذهن بحيث ترحَّلَ إليها أفضل العلماء، وعُقد لها مجلس بمكة المكرمة تجتمع فيه بالطلبة والأفاضل من رجال كل علم، وكان أكثر مَيْلها إلى الحديث، حتى بلغت فيه حدّاً لم يبلغه غيرها، كما تقول زينب فواز في كتابها (الدُّرّ المنثور في طبقات ربّات الخُدور)، وأخذه عنها جماعة من الأعلام الحافظ الخطيب البغدادي أبو عبد الله محمد بن نصر ، الحميدي أبو المحاسن المصري ، المؤرخ المعروف الحافظ السمعاني ، المحدث والنسابة المشهور الحافظ أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي وغيرهم كثير، وكانت ذا فهم ونباهة ، قيل : توفيت عن نحو مئة سنة ، ولم تتزوج قط ..قال مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي(رحمه الله) في كتابه(سير أعلام النبلاء):- " الشيخة، العالمة، الفاضلة، المسنِدة، أم الكرام، كريمة بنت أحمد ابن محمد بن حاتم، المروزية، المجاورة لحرم الله، سمعت من أبي الهيثم الكشميهني صحيح البخاري، وسمعت من زاهر بن أحمد السرخسي، وعبد الله بن يوسف ابن بامويه الأصبهاني، كانت إذا روت قابلت بأصلها، ولها فهم ومعرفة" .
2/ قال ابن كثير في كتابه(البداية والنهاية):- " كريمة بنت أحمد بن محمد بن أبي حاتم المروزية، كانت عالمة صالحة، سمعت صحيح البخاري على الكشميهني، وقرأ عليها الأئمة كالخطيب وأبي المظفر السمعاني وغيرهما".
3/ قال الذهبي في كتابه (العبر في خبر من غبر):-" كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم، أم الكرام، المروزية، المجاورة بمكة، روت الصحيح عن الكشميهني، وروت عن زاهر السرخسي، وكانت تضبط كتابها وتقابل نسخها، ولها فهم ونباهة، وما تزوجت قط، وقيل إنها بلغت، وسمع منها خلق"وقال أبو بكر بن منصور السمعاني : سمعت الوالد يذكر كريمة ، ويقول : وهل رأى إنسان مثل كريمة ..