عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم : ( بادورا بالأعمال ستاً ،
الدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وطلوع
الشمس من مغربها ، وآمر العامة ، وخويصة
أحدكم ) صحيح مسلم .
وقوله « بادروا بالأعمال ستا » أي اعملوا الصالحات واشتغلوا بها قبل مجيء هذه الست التي هي تشغلكم عنها.... والمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه.... وقال في النهاية تأنيث الست إشارة إلى أنها مصائب ودواه « وخاصة أحدكم » يريد حادثة الموت التي تخص كل إنسان وفى رواية "خويصة" وهو تصغير خاصة وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك « وأمر العامة » أي قبل أن يتوجه إليكم أمر العامة والرياسة فيشغلكم عن صالح الأعمال... وقال القاضي : أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات فإنها إذا نزلت أدهشت وأشغلت عن الأعمال أو سد عليهم باب التوبة وقبول العمل « طلوع الشمس من مغربها » فإنها إذا طلعت منه لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل و « الدخان » أي ظهوره « ودابّة الأرض والدجال » أي خروجهما سمي الدجال - من الدجل وهو الخلط والتغطية - لأنه خداع ملبس ويغطي الأرض بأتباعه....