عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال : كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك ، قال : فالديك يوقظهم للصلاة ، والحمار ينقلون عليه الماء وينتفعون به ويحملون لهم خباءهم ، والكلب يحرسهم ، فجاء ثعلب فأخذ الديك فحزنوا لذهاب الديك ، وكان الرجل صالحا فقال : عسى أن يكون خيرا ، قال : فمكثوا ما شاء الله ثم جاء ذئب فشق بطن الحمار فقتله فحزنوا لذهاب الحمار ، فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرا ، ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله ثم أصيب الكلب فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرا ، فلما أصبحوا نظروا فإذا هو قد سبي من حولهم وبقوا هم ، قال : فإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من الصوت والجلبة ، ولم يكن عند أولئك شيء يجلب ، قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم . كان فيما كان
قرية بها رجل عجوز حكيم , وكان اهل القرية يستشيرونه في امورهم في أحد الأيام , ذهب فلاح إلى العجوز وقال بصوت محموم أيها الحكيم لقد حدث شيء فظيع لقد هلك ثورى وليس لدى حيوان يساعدني على حرث أرضي !
اليس ذلك أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي ؟
فأجاب الحكيم ( ربما كان ذلك صحيحا , وربما كان غير ذلك ) فأسرع الفلاح عائدا لقريته وأخبر جيرانه أن الحكيم قد جن بالطبع كان ذلك أسوأ شيء يمكن أن يحدث للفلاح فكيف لم يتسن للحكيم أن يرى ذلك إلا أنه في اليوم ذاته , شاهد الناس حصانا قويا بالقرب من مزرعة الرجل ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله واتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور ... وهو ما قام به فعلا وقد كانت سعادة الفلاح بالغة , فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل وما كان من الفلاح إلا أن عاد للحكيم وقدم اليه أسفه قائلا لقد كنت محق ايها الحكيم إن فقداني للثور لم يكن اسوأ شيء يمكن أن يقع لي , لقد كانت نعمة لم أستطع فهمها , فلو لم يحدث ذلك لما تسنى لي أبدأ أن أصيد حصانا جديدا لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لي فأجاب الحكيم ؛ ربما نعم وربما لا 00 فقال الفلاح لنفسه ( لا ) ثانية لابد أن الحكيم فقد صوابه هذه المرة وتارة أخرى , لم يدرك الفلاح ما سيحدث بعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول ومرة اخرى ذهب الفلاح إلى الحكيم وقال له كيف عرفت أن اصطيادى للحصان لن يكون امرا جيدا ؟ لقد كنت على صواب ثانية , فلقد جرح ابني ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد هذه المرة أنا على يقين بأن هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي لا بد أنك توافقني هذه المرة ولكن كما حدث من قبل , نظر الحكيم الى الفلاح وقال ( ربما نعم وربما لا ) استشاط الفلاح غضبا من جهل الحكيم وعاد من فوره الى القرية وفي اليوم التالي , قدم الجيش واقتاد جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم ومن هنا كتبت له الحياة في حين أصبح حتما على الباقين أن يلقوا حتفهم..القصة الثالثة.هبَّت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها ونجا بعض
الركاب ، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطىء جزيرة مجهولة ومهجورة ، ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه
حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة سأله أن ينقذه من
هذا الوضع الأليم . مرَّت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر
وما يصطاده من أرانب ، ويشرب من جدول ماء قريب وينام فى كوخ صغير
بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار . وذات يوم
أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ريثما ينضج طعامه الموضوع على
بعض أعواد الخشب المتقدة ، ولكنه عندما عاد فوجىء بأن النار التهمت
كل ما حولها ، فأخذ يصرخ \\\' : لماذا يارب ؟ حتى الكوخ احترق ، لم يعد
يتبقى لى شىء فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا المكان ، والآن أيضاً
يحترق الكوخ الذى أنام فيه ... لماذا يارب كل هذه المصائب تأتى علىَّ ؟
ونام الرجل من الحزن وهو جوعان ، وكلن فى الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه
فأجابوه : \\\' لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ