بينما موسى جالس اذ اقبل ابليس وعليه برنس ذو الوان فوضعه ودنا من موسى وسلم ، فقال له موسى : من انت ؟ قال : ابليس ، قال : لا قرب الله دارك ، لماذا البرنس ؟ قال : اختطف به قلوب بني آدم.
فقال له موسى عليه السلام : اخبرني بالذنب الذي اذا اذنبه ابن آدم استحوذت عليه ، قال : ذلك اذا اعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، وصغر في نفسه ذنبه.
وقال : يا موسى لا تخل بامراة لا تحل لك فانه لا يخلو رجل بامراة لا تحل له الا كنت صاحبه دون اصحابي ، فاياك ان تعاهد الله عهدا فانه ما عاهد الله احدا الا كنت صاحبه دون اصحابي حتى احول بينه وبين الوفاء به ، واذا هممت بصدقة فامضها فاذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون اصحابي حتى احول بينه وبينها (2).
روي عن ابي عبد الله عليه السلام قال : كان في زمن موسى عليه السلام ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح ، فتوفى في يوم الملك الجبار والعبد الصالح ، فقام على الملك الناس واغلقوا ابواب السوق لموته ثلاثة ايام ، وبقي ذلك العبد الصالح في بيته ، وتناولت دواب الارض من وجهه ، فرآه موسى بعد ثلاث ، فقال : يا رب هو عدوك وهذا وليك : فاوحى الله اليه يا موسى ان وليي سأل هذا الجبار حاجة فقضاها له فكافاته عن المؤمن ، وسلطت دواب الارض على
--------------------------------------------------------------------------------
1
--------------------------------------------------------------------------------
(197)
محاسن وجه المؤمن لسؤاله ذلك الجبار (1).
راى موسى بن عمران عليه السلام رجلا تحت ظل العرش ، فقال : يا رب من هذا الذي ادنيته حتى جعلته تحت ظل العرش ؟ فقال الله تبارك وتعالى : يا موسى هذا لم يكن يعق والديه ، ولا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله.
عيادة المريض
قال موسى : يا رب ما لمن عاد مريضا ؟ قال : اوكل به ملكا يعوده في قبره الى محشره.
قال : يا رب ما لمن غسل ميتا ؟ قال : اخرجه من ذنوبه كما خرج من بطن امه.
قال : يا رب ما لمن شيع جنازة ؟ قال : اوكل به ملائكة معهم رايات يشيعونه من محشره الى مقامه.
قال : فما لمن عزى الثكلى ؟ قال : اظله في ظلي يوم لا ظل الا ظلي تعالى الله.
مر موسى بن عمران عليه السلام برجل رافع يده الى السماء يدعو. فانطلق موسى في حاجته فغاب عنه سبعة ايام ، ثم رجع اليه وهو رافع يديه يدعو ويتضرع ويسال حاجته ، فاوحى الله اليه : يا موسى لو دعاني حتى تسقط لسانه ما استجبت له حتى ياتيني من الباب الذي امرته به (2).
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
(198)
اوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام : ان من عبادي من يتقرب الي بالحسنة فاحكمه في الجنة ، قال : وما تلك الحسنة ؛ قال : يمشي في حاجة مؤمن.
لما صعد موسى عليه السلام الى الطور فناجى ربه قال : ربي ارني خزائنك ، قال : يا موسى ان خزائني اذا اردت شيئا ان اقول له : كن فيكون. وقال : قال : يا رب اي خلقك ابغض اليك ؟ قال : الذي يتهمني ، قال : ومن خلقك من يتهمك ؟ قال : نعم الذي يستخيرني فاخير له والذي اقضى القضاء له وهو خير له فيتهمني.
فيما ناجى الله موسى عليه السلام ان قال : ان لي عبادا ابيحهم جنتي واحكمهم فيها ، قال موسى : من هؤلاء الذين ابحتهم جنتك و تحكمهم فيها ؟ قال : من ادخل على مؤمن سرورا.
رضا الله تعالى
روي ان موسى عليه السلام قال : يا رب دلني على عملي اذا انا عملته نلت به رضاك ، فاوحى الله اليه : يا ابن عمران ان رضائي في كرهك ولن تطيق ذلك ، قال : فخر موسى عليه السلام ساجدا باكيا فقال : يا رب خصصتني بالكلام ولم تكلم بشرا قبلي ، ولم تدلني على عمل انال به رضاك ؟
فاوحى الله اليه : ان رضاي في رضاك بقضائي (1).
مناجاة الله تعالى لموسى عليه السلام
ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى ، فقال في مناجاته له :
يا موسى لا يطول في الدنيا املك فيقس لذلك قلبك ، وقاسي القلب مني
--------------------------------------------------------------------------------
1--------------------------------------------------------------------------------
(
بعيد ، يا موسى كن كمسرتي فيك ، فان مسرتي ان اطاع فلا اعصى ، وامت قلبك بالخشية وكن خَلق الثياب جديد القلب تخفى على اهل الارض ، وتعرف في اهل السماء جلس البيوت مصباح الليل ، واقنت بين يدي قنوت الصابرين وصح الي من كثرة الذنوب صياح الهارب من عدوه ، واستعن بي على ذلك فاني نعم العون ونعم المستعان.
يا موسى كن امامهم في صلاتهم وامامهم فيما يتشاجرون ، واحكم بينهم بما انزلت عليك ، فقد انزلته حكما وبرهانا نيرا ونورا ينطق بما في الاولين وبما هو كائن في الاخرين.
يا موسى كن اذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا ، وعفر وجهك لي في التراب ، واسجد لي بمكارم بدنك واقنت بين يدي في القيام وناجني حين تناجيني بخشية من قلب وجل ، واحي بتوراتي ايام الحياة وعلم الجهال محامدي وذكرهم آلائي ونعمتي ، وقل لهم لا يتمادون في غيي ما هم فيه فان اخذي اليم شديد.
يا موسى ارحم من هو اسفل منك في الخلق ، ولا تحسد من هو فوقك ، فان الحسد ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب.
يا موسى الموت لاقيك لا محالة فتزود زاد من هو على ما يتزود واردا.
يا موسى مر عبادي يدعوني على ما كانوا بعد ان يقروا لي اني ارحم الراحمين مجيب المضطرين ، واكشف السوء وابدل الزمان وآتي بالرخاء واشكر اليسير واثيب الكثير ، واغني الفقير وانا الدائم العزيز ، فمن لجا اليك وانضوى اليك من الخاطئين ، فقل : اهلا وسهلا يا رحب الفناء بفناء رب العالمين ، واستغفر لهم وكن لهم كاحدهم ، ولا تستطل عليهم بما انا اعطيتك فضله ، وقل لهم : فليسالوني من فضلي ورحمتي ، فانه لا يملكها احد غيري وانا ذو الفضل العظيم
-
يا موسى ان الحسنة عشرة اضعاف ، ومن السيئة الواحدة الهلاك ، لا تشرك ما بي لا يحل لك ان تشرك به ، قارب وسدد وادع دعاء الطايع الراغب فيما عندي النادم على ما قدمت يداه ، فان سواد الليل يمحوه النهار ، وكذلك السيئة تمحوها الحسنة ، وعشوة الليل تاتي على ضوء النهار ، وكذلك السيئة تاتي على الحسنة الجليلة فتسودها (1).
عن ابي عبد الله عليه السلام قال :
مكتوب في التوراة اشكر من انعم عليك ، وانعم على من شكرك فانه لا زوال للنعماء اذا شكرت ، ولا بقاء لها اذا كفرت الشكر زيادة في النعم وامان من الغير.
ابي عبد الله عليه السلام قال : اوحى الله عزوجل الى موسى :
يا موسى اشكرني حق شكري ، فقال يا رب كيف اشكرك حق شكرك ، وليس من شكر اشكرك به الا وانت انعمت به علي ، قال : يا موسى الآن شكرتني حين قلت ان ذلك مني.
عن ابي عبد الله عليه السلام قال : اوحى الله تعالى الى موسى :
يا موسى لا تفرح بكثرة المال ولا تدع ذكري على كل حال ، فان كثرة المال تنسي الذنوب وان ترك ذكري يقسي القلوب.
قال ابو عبد الله عليه السلام : قال الله عزوجل لموسى عليه السلام :
يابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك الى ذلك ، ولا تتبعه نفسك فان الحاسد ساخط لنعمتي ضاد لقسمي الذي قسمت )
بين عبادي ، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني.
يا موسى لو وكلتك الى نفسك لتنظر لها اذا لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها ، يا موسى نافس في الخير اهله واسبقهم اليه فان الخير كاسمه واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه ولا تنظر عينيك الى كل مفتون بها وموكل الى نفسه واعلم ان كل فتنة بدؤها حب الدنيا ، ولا تغبط احدا بكثرة المال فان مع كثرة المال كثرة الذنوب لواجب الحقوق ، ولا تغبطن احدا برضا الناس عنه حتى تعلم ان الله راض عنه ، ولا تغبطن احدا بطاعة الناس له فان طاعة الناس له واتباعهم اياه على غير الحق هلاك له ولمن اتبعه ).
حكمة
كان في بني اسرائيل عابد لم يقارف من امر الدنيا شيئا وذكر الحديث بطوله وملخصه ان ابليس احتال على العابد حتى مضى الى بغي معروفة بالفجور وراودها على الزنا ، فانكرت عليه ، ونهته عن ذلك ، ثم ماتت من ليلتها واصبحت ، واذا على بابها مكتوب احضروا فلانة ، فانها من اهل الجنة فارتاب الناس ومكثوا ثلاثة ايام لا يدفنونها ارتيابا في امرها ، فاوحى الله الى نبي من الانبياء ولا اعلمه الا موسى بن عمران ان ائت فلانة فصل عليها ، وامُر الناس ان يصلوا عليها ، فاني قد غفرت لها واوجبت لها الجنة بتبيطها عبدي فلانا عن معصيتي (2).
عن ابي عبد الله عليه السلام قال مكتوب في التوراة :
.
ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان ، من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور.
عن الصادق عليه السلام قال : بينما موسى عليه السلام يناجي ربه اذ رأى رجلا تحت ظل عرش الله قال : يا رب من هذا الذي قد اظله عرشك ، قال : يا موسى هذا كان بارا بوالديه ولم يمش بالنميمة.
عن الباقر عليه السلام قال : ان في التوراة مكتوبا :
يا موسى اني خلقتك واصطفيتك وقويتك وامرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي فان اطعتني اعنتك على طاعتي وان عصيتني لم اعنك على معصيتي ، يا موسى ولي المنة عليك في طاعتك لي ولي الحجة عليك في معصيتك لي.
عن ابي جعفر عليه السلام قال : فيما اوحى الله عزوجل الى موسى عليه السلام على الطور ان يا موسى ابلغ قومك انه ما تقرب الي المتقربون بمثل البكاء من خشيتي ، وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي ، وما تزين لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عما بهم الغنى عنه.
فقال موسى : يا اكرم الاكرمين فماذا اثبتهم على ذلك ؟
فقال : يا موسى اما المتقربون الي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيع الاعلى لا يشاركهم احد ، واما المتعبدون لي بالورع عن محارمي فاني افتش الناس عن اعمالهم ولا لهم افتشهم حياء منهم ، واما المتقربون الي بالزهد في الدينا ، فاني ابيحهم الجنة بحذافيرها يتبوؤن منها حيث يشاؤون.
عن الرضا عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال :
ان موسى سأل ربه فقال يا رب اجعلني من امة محمد فاوحى الله اليه يا
)
موسى انك لا تصل الى ذلك ، وبهذا الاسناد قال ان موسى سأل ربه فقال : يا رب ابعيد انت مني فاناديك ام قريب فاناجيك فاوحى الله اليه يا موسى انا جليس من ذكرني.
عن ابي ذر عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حديث طويل ، قال : قلت له يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام قال : كانت عبرا كلها عجبت لمن ايقن بالموت لم يفرح ولمن ايقن بالنار لم يضحك ولمن يرى الدنيا وتقلبها لم يطمئن اليها ولمن ايقن بالموت لم ينصب ولمن ايقن بالحساب لم لا يعمل ـ الحديث.
عن ابي عبد الله عليه السلام قال : اوحى الله تعالى الى موسى يا موسى اتدري لم انتجبتك من خلقي واصطفيتك لكلامي ؟ قال : لا يا رب ، فقال : اني اطلعت الى الارض فلم اجد عليها احدا اشد تواضعا لي منك فخر موسى ساجدا وعفر خديه في التراب تذللا لله عزوجل ، فاوحى الله اليه يا موسى ارفع راسك وامرّ يدك على موضع سجودك وامسح بها وجهك ، وما نالته من بدنك فانه شفاء من كل سقم وداء وآفة وعاهة.
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اوحى الله الى نجيه موسى عليه السلام يا موسى احبني وحببني الى خلقي ، قال هذا احبك فكيف احببك الى خلقك ؟ قال : اذكر لهم آلائي ونعمائي عليهم وبلائي عندهم فانهم لا ينكرون اذ لا يعرفون مني الا كل خير.
في تفسير العسكري عليه السلام قال : اما علمت ما قال الله لموسى عليه السلام وما قال الله له قال : قال الله تعالى لموسى : يا موسى اتدري ما بلغت من رحمتي اياك فقال موسى انت ارحم بي من امي قال الله يا موسى انما رحمتك امك لفضل رحمتي انا الذي رققتها عليك وطيبت قلبها لتترك طيب وسنها لتربيتك ، ولو لم افعل ذلك
)
بها اذا كانت وسائر النساء سواء.
يا موسى اتدري ان عبدا من عبادي تكون له ذنوب وخطايا حتى تبلغ اعنان السماء فاغفرها له ، ولا ابالي ، قال يا رب كيف لا تبالي ، قال لخصلة شريفة تكون في عبدي احبها لحب الفقراء المؤمنين يتعاهدهم ويساوي نفسه بهم ولا يتكبر عليهم فاذا فعل ذلك غفرت له ذنوبه ولا ابالي.
عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : اوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام ابدا بالملح واختم بالملح فان في الملح دواء من سبعين داء اهونها الجنون والجذام والبرص ووجع الخلق والاضراس ووجع البطن.
ان الله تعالى اوحى الى موسى عليه السلام : يا موسى الفقير من ليس له مثلي كفيل والمريض من ليس له مثلي طبيب ، والغريب من ليس له مثلي مؤنس.
ويروي حبيب « في كتاب عدة الداعي » ، يا موسى ارض بكسرة من شعير تسد بها جوعتك ، وخرقة تواري بها عورتك واصبر على المصائب ، واذا رأيت الدنيا مقبلة عليك ، فقل انا لله وانا اليه راجعون ، ذنب عجلت عقوبته في الدنيا ، واذا رأيت الدنيا مدبرة عنك فقل مرحبا بشعار الصالحين يا موسى لا تجبن بما اوتي فرعون ، وما متع به فانما هو زينة الحياة الدنيا.
قال مكتوب في التوراة يا موسى من احبني لم ينسني ، ومن رجى معروفي الح في مسالتي يا موسى اني لست بغافل عن خلقي ، ولكني احب ان تسمع ملائكتي ضجيج الدعاء من عبادي وترى حفظتي تقرب بني آدم بما انا مقويهم عليه ومسببه لهم.
يا موسى قل لبني اسرائيل لا تبطرنكم النعمة فيعاملكم السلب ولا تغفلوا عن الشكر فيقارعكم الذل والحّوا في الدعاء تشملكم الرحمة بالاجابة وتهنيكم
-)
العافية.
قال واوحى الله اليه يا موسى ادعني على لسان لم تعصني به قال رب وانى لي بذلك ؟ قال ادعني لسان غيرك.
وروي ان بني اسرائيل اصابهم قحط سبع سنين ، فخرج موسى عليه السلام يستسقي لهم في سبعين الفا ، فاوحى الله اليه : كيف استجيب لهم وقد اظلت عليهم ذنوبهم وسرائرهم خبيثة ، يدعونني على غير يقين ويامنون مكري ؟ ارجع الى عبد من عبادي يقال له ( برخ ) يخرج استجيب له.
وهو ان الله تعالى قال : انا الله لا اله الا انا ، من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي.
وروي في رسالة الغيبة ان موسى عليه السلام استسقى لبني اسرائيل حين اصابهم قحط ، فاوحى الله اليه : لا استجيب لك ولا لمن معك ، وفيكم نمام قد اصر على النميمة ، فقال : يا رب ومن هو حتى نخرجه من بيننا ؟ فقال : يا موسى انهاكم عن النميمة واكون نماما ! فتابوا باجمعهم ، فسقوا.
قال : في التوراة من لم يؤمن بقضائي ولم يصبر على بلائي ، ولم يشكر نعمائي فليتخذ ربا سوائي ، من اصبح حزينا على الدنيا ، فقد اصبح ساخطا علي ، من تواضع لغني لاجل غناه ذهب ثلثا دينه.
يا ابن آدم ما من يوم جديد الا وياتي فيه رزقك من عندي ، وما من ليلة الا وتاتي الملائكة من عندك بعمل قبيح ، خيري اليك نازل وشرك الي صاعد.
يا بني آدم اطيعوني بقدر حاجاتكم الي ، واعصوني بقدر صبركم على النار ، واعملوا للدنيا بقدر لبثكم فيها ، وتزودوا للاخرة بقدر مكثكم فيها.
يا ابن آدم اكثر من الزاد الى طريق بعيد ، وخفف الحمل فالصراط دقيق
واخلص العمل فان الناقد بصير ، واخر نومك الى القبور ، وفخرك الى الميزان ولذاتك الى الجنة ، وكن لي اكن لك ، وتقرب الي بالاستهانة بالدنيا تبعد عن النار.
يا ابن آدم ليس من انكسر مركبه وبقي على لوحه في البحر باعظم مصيبة منك ، لانك من ذنوبك على يقين ومن عملك على خطر (1).
والحمد لله الذي اوضح في كلامه سبيل الهداية ومحى باكف النبوة والامامة آيات الضلال والغواية وفتح باحاديث الانبياء والائمة عليهم السلام ابواب العلم والدراية.